مقدمة
تُعتبر المفاتيح الخمسة التالية هي الوصفة السحرية للوقاية من التحديات المرضية التي يُمكن أن يتعرض لها مُربي الدجاج البياض:
التطهير والتنظيف Sanitation
التغذية الجيدة Good nutrition
البيئة الجيدة Good environment
برنامج التحصين A vaccination program
برنامج التحكم في الطفيليات A parasite control program
أولاً : التطهير والتنظيف Sanitation :
تجدر الإشارة إلى أنه لا بديل عن التنظيف والتطهير الجيد لحظائر الدواجن قبل البدء في تربية ورعاية القطيع أياً كآن نوعه أو الغرض من إنتاجه، حيث تشمل عمليات التنظيف والتطهير كافة الأشياء التي يمكن أن يتعرض لها الطائر أو البيض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ويجب الإشارة هنا أن عمليات التطهير ليست بديلاً عن إجراء التنظيف، بل تزداد كفاءة التطهير على الأماكن التي تم بالفعل تنظيفها أولاً، لذا فإنه عند الإعداد لاستقبال الدفعة الجديدة من الطيور في مسكن تمت التربية فيه مرة سابقة فإنه من الضروري إتباع الخطوات الثلاثة التالية على الترتيب:
1- التخلص من الأتربة والغبار والقذارة وقشور الزرق والفرشة وبقايا الأغذية وأي مُخلفات من الدفعة السابقة.
2- تنظيف المبنى (السقف والجدران والأرضية وجميع الفتحات) وكافة المُعدات (معالف ومساقي ومراوح وأي وسائل تبريد أو تدفئة)، كما يُراعى تنظيف جدران المبنى من الخارج وحول المبنى بمحيط لا يقل عن 20م.
3- تطهير المبنى وكافة المُعدات بمحلول التطهير المُناسب واستخدامه طبقاً لتعليمات الشركة المُنتجة، كما يجب أثناء التطهير أن تكون جميع الأسطح المُراد تطهيرها جافة، وأن يتم غلق المبنى عقب التطهير لمدة يومين ثم فتحه لتهويته قبل وصول الطيور بيوم.
ويجب التأكيد على أهمية تنظيف المساقي والمعالف يومياً، حيث تراكم بقايا الغذاء في المعالف والمساقي (أثناء الشُرب) تعمل على نمو الميكروبات والفطريات والعفن.
ثانياً: التغذية الجيدة Good nutrition :
تلعب التغذية دوراً هاماً في صحة وسلامة الطيور، حيث تعمل على زيادة المقدرة المناعية للطيور ومقاومة الإصابة بالأمراض، حيث يتم توفير الاحتياجات الغذائية الطبيعية للطيور السليمة عن طريق إمدادها بالكميات الكافية من العلف الطازج، مع تيسير وصول الطيور إلية بتوفير القدر المُلائم من المعالف بالحظيرة، علاوة على احتواء هذا العلف على الكميات الكافية من العناصر الغذائية الضرورية لحفظ حياة وإنتاجية الطائر. ليس من الضروري إعطاء الطيور فاتح الشهية أو مُنبهات النمو، حيث يتم إعطاء تلك الإضافات فقط في حالات خاصة لبعض أنواع الدواجن الأخرى.
ثالثاً: البيئة الجيدة Good environment :
تُساهم الظروف البيئية بشكل مُباشر في التأثير على صحة وسلامة الطيور، حيث عند تعرض الطيور لظروف بيئية سيئة فإن ذلك يجعلها أكثر حساسية للإصابات المرضية، بل وتُساهم أيضاً في انتشار العدوى بين الطيور، لذا فإن كل من الإضاءة الكافية والتهوية الجيدة وانخفاض مُعدلات الرطوبة بالمسكن من الأشياء المرغوبة عند تربية الطيور. وبشكل عام فإن الظروف البيئية الجيدة المُحيطة بالطيور تعمل على:
1- شعور الطيور بالحماية والأمان والراحة.
2- توفير الكميات المُلائمة من الغذاء الجيد والماء النظيف والهواء النقي للطيور.
3- التنظيم الجيد لكافة المُعدات والأدوات لكل من الطيور والقائمين على التربية.
يجب توفير العدد الكافي من المساقي والمعالف والذي يتناسب وأعداد الطيور التي يتم تربيتها، مع مراعاة سهولة وصول الطيور إليها، كما يجب توفير المسافة المُخصصة لكل طائر على المسقى أو المعلفة والتي تجعل الطائر يشرب ويأكل دون عناء ودون زحام مع الطيور الأخرى، ويجب أيضاً أن لا يتم ملء المساقي والمعالف بشكل زائد عن الحد حتى لا يتم فقدها في الفرشة، حيث يعمل هذا أيضاً على انتشار وتفشي العدوى المرضية.
عند استخدام الفرشة في التربية فإنه من الضروري أن تكون ذات قابلية عالية على الامتصاص وخالية من الأتربة والغبار، وأن تكون أيضاً غير قابلة على التحول للحالة الصلبة عند اختلاطها بزرق الطيور، كما يجب عند ابتلال الفرشة أسفل المساقي أو المعالف استبدالها بفرشة أخرى جافة ونظيفة، حيث تعمل رطوبة الفرشة العالية على نمو الطُفيليات والبكتريا والعفن، مما يؤثر على صحة الطيور. أما عند تربية الطيور في الأقفاص (طيور حبيسة) فإنها تفقد قدرتها على التحرك إلى مكان أخر قد يكون أكثر راحة وحماية لها وفي هذه الحالة، فإنه يجب على المُربي التحكم في بيئة الطيور جيداً والعمل على توفير البيئة المُثلى لها في الأقفاص حتى يتسنى إعطاء أفضل مُعدلات إنتاج لها.
رابعاً: برنامج التحصين A vaccination program :
يُمكن حماية القطيع البياض من العديد من الأمراض الخطيرة والتي كثيراً ما تُصيب الطيور، وذلك من خلال تحصين الطيور البدارى (الصغيرة) في مرحلة النمو والرعاية، علاوة على الإدارة الجيدة للقطيع خلال مرحلتي النمو والإنتاج. ولعل من أشهر الأمراض التي تُصيب القطعان البياضة والتي يتوفر لها التحصينات الوقائية: مرض الماريك، والنيوكاسل، والالتهاب الشُعبي المُعدي، والجُديري، والارتعاش الوبائي، والتهاب الحنجرة والقصبة الهوائية المُعدي (ولكن يُراعى عدم استخدام لُقاح هذا المرض إلا في المناطق التي تظهر بها حالات إصابة فقط). ويُراعى عند تربية الدجاج البياض إعطاء تحصينات وقائية إضافية Booster vaccinations لكل من النيوكاسل والالتهاب الشُعبي المُعدي كل ثلاثة أشهر أو أقل من ذلك حسب مدى وبائية منطقة المشروع (التربية).
إن التخطيط الجيد والمُبكر لبرنامج التحصين الذي سوف يتم استخدامه من العوامل الهامة والتي تؤدي إلى نجاح عملية التحصين ورفع كفاءة الطيور المناعية على مقاومة العدوى، حيث يجب أن يؤخذ في الاعتبار الفترة اللازمة لتكوين الأجسام المناعية (المُضادة) بالدم بعد إجراء التحصين لفيروس ما، والفترة التي يظل فيها مستويات تلك الأجسام المناعية بالدم مرتفعة لمقاومة أي عدوى مُحتملة، والفترة التي ينخفض فيها مُستوى تلك الأجسام المُضادة وبالتالي الاحتياج إلى جرعات تحصينية إضافية Booster. يأخذ برنامج التحصين في اعتباره أيضاً تاريخ العدوى المرضية بالمزرعة، ووبائية المنطقة التي تقع بها الحظيرة، كما يجب التأكيد على أن عملية التحصين يجب إجرائها فقط على الطيور السليمة الخالية من أي إصابة Healthy birds. ومن المهم أيضاً التأكد من مصدر اللقاحات المُستخدمة في تحصين الطيور، حيث يجب أن يكون مصدراً جيداً يحفظ لقاحاته تحت درجات حرارة مُنخفضة كي تبقى صالحة للاستخدام، كما يجب مراعاة نقلها في أوعية مُبردة من أماكن بيعها حتى الحظائر أو حفظها في ثلاجات الحفظ حتى استخدامها في تحصين الطيور، حيث كثيراً ما يشكوا المربون من حدوث عدوى لطيورهم رغم إجراء عمليات التحصين وفقاً لبرنامج التحصين الموضوع، ويتم إغفال هل عملية تخزين ونقل اللقاح تمت بشكل صحيح أم لا، حيث غالباً ما يكون هذا اللقاح الذي تمت عملية التحصين به قد تلف نتيجة لسوء عمليات التخزين والنقل.